دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية - دار الزهراء (عليها السلام) الثقافية

عيد الفطر

وهو اليوم الذي يعلن فيه الإنسان المؤمن انتصاره على شهواته وغرائزه، فهو يوم الرحمة، لأنّ الله يرحم به عباده، قال الشيخ المفيد (قدس سره): وإنّما كان عيد المؤمنين بمسرتهم بقبول أعمالهم، وتكفير سيئاتهم، ومغفرة ذنوبهم، وما جائتهم من البشارة من عند ربّهم- جل اسمه- من عظيم الثواب لهم على صيامهم، وقربهم واجتهادهم. وسمّاه رسول الله(ص) بيوم الجوائز، عندما قال لجابر الأنصاري(رض): إذا كان أوّل يوم من شوال نادى منادٍ: أيّها المؤمنون، اغدوا إلى جوائزكم، ثم قال: يا جابر، جوائز الله ليست بجوائز هؤلاء الملوك، ثم قال: هو يوم الجوائز. قال الإمام الصادق (ع): خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يوم الفطر فقال: أيّها الناس! إنّ يومكم هذا يوم يُثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وهو أشبه بيوم قيامكم، فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلّاكم خروجكم من الاجداث إلى ربّكم، واذكروا بوقوفكم في مصلّاكم وقوفكم بين يدي ربّكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنّة. عباد الله! إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون.